كشفت دراسة جديدة عن نتائج مثيرة، تفسر التغيرات التي تحدث في الدماغ وتؤثر على قوة الإدراك لدى البشر، وهي أن السر وراءها السكن في أحياء منخفضة ‏محرومة، ما يجعلهم معرضين لخطر السمنة بشكل أكبر، بسبب انخفاض جودة الطعام المتاح أمامهم.‏

 

ويزعم البحث الذي أجرته جامعة كاليفورنيا، أن السكن في أحياء محرومة اجتماعيا واقتصاديا، قد يكون له آثار عميقة على حياة الفرد، بدءا من اتخاذ خيارات سيئة عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام، ونهاية بالبنية الدقيقة للدماغ.

 

واكتشف فريق الدراسة، المنشورة في مجلة “Communications Medicine”، أنه بعد إجرائهم تحليلا شاملا لقشرة الدماغ، وجدوا أن مناطق معينة من الدماغ تشارك في تنظيم العواطف والإدراك وما إلى ذلك، تتغير مع مرور الوقت، نتيجة السكن في حي محروم من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.

 

وتم تعريف “الحرمان في المنطقة” في الدراسة الجديدة، على أنه مزيج من العوامل، مثل “انخفاض الدخل المتوسط، وانخفاض مستوى التعليم، وبيئة الإقامة المزدحمة، والافتقار إلى السباكة الشاملة”.
وقام الباحثون بالتحقيق في الروابط بين “مؤشر الحرمان في المنطقة” ونتائج التصوير العصبي على 4 مستويات من قشرة الدماغ لدى المشاركين، الذين خضعوا لنوعين محددين من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي تم فحص نتائجه بعد ذلك.

 

ووجدت الدراسة أن انخفاض معدلات “مؤشر الحرمان في المنطقة” ارتبط بتغيرات التواصل في مناطق الدماغ المهمة من أجل التفاعل الاجتماعي، ويبدو أن تناول الأحماض الدهنية المتحولة، الناتج عن عادات الأكل السيئة، يؤثر على مناطق أخرى من الدماغ أيضا، مما يؤثر على العمليات المعرفية وتنظيم العواطف.

 

وعن نتائج الدراسة، تقول كبيرة مؤلفيها، الطبيبة أربانا جوبتا، وهي المدير المشارك لمركز جودمان لوسكين ومدير مركز التصوير العصبي: “وجدنا أن عيوب الحي كانت مرتبطة بالاختلافات في البنية الدقيقة لقشرة الدماغ، وارتبطت بعض هذه الاختلافات بارتفاع مؤشر كتلة الجسم، كما ارتبطت بتناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية المتحولة الموجودة في الوجبات السريعة المقلية”.

 

وأضافت جوبتا أنه على وجه التحديد، يبدو أن الدراسة تشير إلى أن مناطق الدماغ المشاركة في “المكافأة والعاطفة واكتساب المعرفة والفهم، قد تتأثر بجوانب الحرمان في الحي، التي تسهم في السمنة”.