يتعرض ربع ضحايا سرقة الهواتف الخلوية (26%) لعمليات احتيالية مع بلوغ معدل الخسارة 2711 جنيهاً استرلينياً (3395 دولاراً).

ووجد بحث أجرته شركة الإحصاءات المالية “إنتويت كريديت كارما” Intuit Credit Karma أن واحداً من أصل تسعة أشخاص (11%) يقول إنه استُهدف من قبل اللصوص من أجل الحصول على هاتفه الخليوي خلال الأعوام الخمسة الماضية.

ولأن الهواتف الخلوية غالباً ما تشكل الطريقة الرئيسة لاحتفاظ الأشخاص ببياناتهم المالية، تُعتبر بعض الأجهزة كنزاً دفيناً وصيداً ثميناً للصوص.

ويمتلك أكثر من أربعة أخماس (82%) من مستخدمي الهواتف الذكية الذين شملهم الاستطلاع تطبيقاً مصرفياً أو مالياً واحداً في الأقل على هواتفهم.

كما أقر نحو خُمسَي الأشخاص المستطلعين (38%) بأنهم يخزنون معلومات حساسة وسرية على أجهزتهم الخليوية مثل كلمات المرور ورموز أرقام التعريف الشخصي (Pin).

وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “أوبينيوم” Opinium وشمل 2000 شخص راشد من أنحاء المملكة المتحدة كافة في مارس (آذار) الماضي عن أنه من بين “الزلات” الأخرى التي يرتكبها بعضهم في ما يتعلق بأمن الهاتف الخليوي، يقوم خُمس الأشخاص (20%) بتخزين كلمات المرور ورموز التعريف الشخصي في قسم فهرس الأرقام على الهاتف الخليوي الخاص بهم.

وعلى رغم تخزين المعلومات المهمة على الهواتف، يقول أكثر من خُمس الأشخاص (22%) إنهم إذا فقدوا الوصول إلى هواتفهم، فلن يعرفوا معلومات تسجيل الدخول إلى الخدمات المصرفية الخاصة بهم عبر الإنترنت.

وفي هذا السياق، تقول أكانشا ناث المديرة العامة (الدولية) لمؤسسة “إنتويت كريديت كارما”، اليوم الخميس (16 آيار 2024)، إن “التعرض لسرقة الهاتف الخليوي هو موقف مزعج حتماً يمكن أن يتفاقم ويزداد سوءاً إذا استخدم الجاني الهاتف للوصول إلى معلومات مالية حساسة”.

 وتضيف أنه “انطلاقاً من هنا، يُعتبر الحفاظ على أي معلومات مصرفية مخزنة على هاتفكم الخليوي أمراً بغاية الأهمية. ففي حين أن تجنب تعرض هاتفكم الخليوي للسرقة ليس ممكناً باستمرار، هناك بعض التدابير التي بوسعكم تطبيقها للحفاظ على أمن معلوماتكم المصرفية حال تعرضكم لتلك الحوادث المؤسفة”.

وفي ما يلي بعض النصائح التي تزود بها ناث للحفاظ على أمن المعلومات المالية المخزنة على الهاتف الخليوي ومنع تحول التفاصيل الشخصية إلى منجم ذهب للصوص:

1. تذكروا كلمات المرور الخاصة بكم وأضيفوا بعض الإجراءات الأمنية الإضافية

تقول ناث: “قد يكون من السهل حفظ كلمات المرور الخاصة بكم على تطبيق “الملاحظات”، ولكن ذلك أيضاً أمر سهل على اللص لكي يقوم بالولوج إلى تلك الملاحظات لدى سرقة هاتفك الخليوي، مما سيتيح له الدخول إلى كل حساباتك على الإتترنت بما في ذلك التطبيقات المصرفية التي تستخدمها”.

وتقترح في هذا الإطار: “ابذلوا جهداً لتذكر كلمات المرور ولا تحتفظوا بها على هاتفكم الخليوي. وفي حال وجدتم صعوبة في تذكر تلك الكلمات، استعينوا بتطبيق معروف لإدارة كلمات المرور بهدف تخزين كل كلمات المرور الخاصة بكم والتحكم بها بصورة آمنة”.

وتضيف: “اختاروا تطبيقاً لإدارة كلمات المرور يتمتع بمزايا محددة كالمصادقة الثنائية والتشفير القوي لتعزيز الأمان على نحو أكبر”.

2. انتبهوا لدى استخدام الواي- فاي والبلوتوث

تحذر ناث من أنه بوسع المقرصنين استغلال روابط الاتصالات غير الآمنة.

 وتقترح “التزام الشبكات والأجهزة الموثوقة أو استخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN) عند الدخول إلى المعلومات الحساسة عبر شبكات الإنترنت العامة.

3. قوموا بوضع رموز للمرور وأقفال بيومترية

“أقفلوا هاتفكم دائماً بواسطة رمز مرور أو نمط تمرير أو مصادقة بيومترية مثل بصمة الإصبع أو التعرف إلى الوجه”، تقول ناث. “فهذا الأمر يحول دون الدخول غير المصرح به إلى جهازكم، مما يقلل من خطر وصول شخص ما إلى معلوماتكم الحساسة في حال فقدان هاتفكم أو سرقته”.

4. تنبهوا من الأشخاص المحيطين بكم

بوسع التنبه من مكان وجودكم – والتهديدات المحتملة من الموقع المباشر الذي تكونون فيه – أن يضاهي أهمية الانتباه إلى التكنولوجيا التي تستخدمونها.

وفي هذا الصدد، تقول ناث: “لدى استخدام هاتفكم في مكان عام، انتبهوا من الأشخاص المحيطين بكم وتجنبوا عرضه علناً من دون داعٍ”. وتتابع: “ضعوا هاتفكم بصورة سرية في جيبكم أو حقيبتكم أو يدكم وتجنبوا تركه من دون مراقبة على الطاولات أو الأسطح. بوسع تحليكم بالتيقظ والحذر أن يردع اللصوص الاستغلاليين ويحد من خطر سرقة هاتفكم أو الاستيلاء عليه من قبل شخص يمر بجانبكم. “إذا كنتم بحاجة إلى استخدام الهاتف أثناء وجودكم في مكان حاشد أو مكتظ، حاولوا إيجاد مساحة آمنة وبعيدة من المتربصين للحد من فرص تعرضكم للسرقة أو محاولة الدخول عنوة إلى جهازكم الخليوي”.

5. راقبوا رصيدكم

بوسع مواكبة تقارير الائتمان والرصيد الخاصة بكم أن تساعدكم على معرفة ما إذا كان أي شخص حاول استخدام بياناتكم المالية بطريقة احتيالية، ربما عن طريق الحصول على قرض باسمكم.

من شأن أدوات مراقبة الرصيد أن ترسل إليكم إشعارات مباشرة وفورية في حال حصول أي تغييرات في طريقة استخدامكم للرصيد.

إذا اشتبهتم في حصول خرق لبياناتكم، أو رصدتم معاملة مشكوكاً بأمرها في حسابكم، أعلموا المصرف الذي تتعاملون معه على الفور، وبلغوا الشرطة أيضاً.

إضافة إلى النصائح التي زودت بها ناث، من المهم الأخذ في الاعتبار أن عدداً من المصارف اشتركت في خدمة المكالمات الهاتفية لمكافحة الاحتيال.

وإذا اعتقد أي شخص بأن شخصاً آخر يحاول خداعه بهدف الحصول على أموال أو تفاصيل شخصية، فيمكنه إنهاء المكالمة على الفور والاتصال بالرقم 159 للتحدث مباشرة مع المصرف الذي يتعامل معه.

وبغية الحفاظ على أمن هاتفكم الخلوي، تقترح مجموعة “ويتش” Which? المعنية بحقوق المستهلك في بريطانيا التأكد من أن يكون الجهاز محدثاً ومتلائماً مع تعديلات الأمان للكشف عن أي نقاط ضعف جديدة، وتنصح بالابتعاد من الهواتف المحمولة القديمة الطراز وغير المدعومة.

وتقترح مجموعة “ويتش” أيضاً إضافة رمز تعريف شخصي فريد على شريحة الهاتف الإلكترونية (SimCard) والتسجل في تطبيق “غوغل” “فايند ماي ديفايس” Find My Device (أعثر على جهازي) أو تطبيق أبل “فايند ماي آيفون” Find My iPhone (“أعثر على جهازي الآيفون) وتعطيل خاصية عرض مسبق للإشعارات لأنها تعرض مضمون الرسائل حتى عندما يكون هاتفكم مقفلاً.

وتضيف المجموعة المعنية بحقوق المستهلك نصيحة سهلة تتعلق بمحاولة فصل البطاقات المصرفية عن الهاتف الخليوي وإبقائها بعيدة منه لأن جمعهما معاً (على جهاز واحد) قد يسهل على السارق اجتياز إجراءات التفتيش الأمني.

وتتمتع بعض المصارف بخيارات تجميد فوري للبطاقات في التطبيقات الخاصة بها.

وأخيراً، لا تنسوا التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكم، إذ إن التفاصيل الشخصية الموجودة في الملفات الشخصية عبر الإنترنت يمكن أن تمنح اللصوص أدلة على كلمات المرور الخاصة بكم أو إجابات عن أسئلة الأمان.