كشفت وسائل إعلام دولية ،اليوم الخميس، عن أسباب واثار موجة الحر التي تضرب العالم.
وذكرت وسائل الإعلام، أنه “تشهد العديد من دول العالم ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وسط تحذيرات من أن التلوث الكربوني أدى إلى تغير المناخ بشكل كبير نتج عنه ارتفاع كبيرٌ في حرارة الأرض إلى مستويات أكثرَ خطورة من أي وقت مضى”.
وأضافت انه “أدى ارتفاع درجات الحرارة في بعض البلدان العربية، إلى وفاة عدد من الأشخاص، كما أعلنت عدةُ دول أوروبية وآسيوية عن وفيات بسبب الحر، فيما حذرت السلطات الأمريكية مواطنيها من موجة حر شديدة ستبدأ مع بداية الأسبوع المقبل لتضرب عددا من مدن وولايات وسط البلاد، بينما أعلنت العاصمة واشنطن حالة الطوارئ الحرارية”، مبينة ان “العلماء توقعوا أن يكون عام 2024 أكثر سخونة”.
وتابعت ان “ما يؤكد ذلك هو تسجيل العديد من دول العالم موجاتِ حر لم تعهدها عادة، فالولايات المتحدة تعاني من موجة حر كارثية من الغرب الأوسط إلى الشمال الشرقي، وهو الأمر الذي يشكل تهديدًا للصحة العامة كما يمثل ضربة اقتصادية، حسب خبراء”.
وأشارت الى ان “موجة الحر تُعرف بثلاثة أشياء: أولا: مدى شدتها، ثانيًا: مدى طول مدتها، وثالثًا: موقعها. لكن قد لا يعتبر أن منطقة ما تشهد موجة حر عند وصول درجات الحرارة إلى 34 درجة، فعلى سبيل المثال، في تكساس، الوصول إلى 34 درجة ليس مشكلة كبيرة، لكن في ميشيغان، تُعد موجة حر لأن السكان ليسوا معتادين على هذا النوع من الحرارة”.
وبينت “الرياح الساخنة تسببت في ولاية كاليفورنيا في اشتعال سبعة من أكبر الحرائق التي تضرب الولاية هذا الموسم، وهو ما أجبر مئات الأشخاص على النزوح”، موضحة ان “أما في الصين، فقد شهدت مناطق الشمال درجات هي الأعلى خلال العام الحالي، بينما سُجلت وَفَيَات بسبب ذلك، حيث توقعت هيئة الأرصاد الجوية الصينية أن تصل درجات الحرارة في بكين ومناطق أخرى إلى 39 درجة مئوية”.
وأوضحت انه “وفي اليونان توفي ثلاثة سياح في أسبوع واحد إثر موجة الحرارة التي ضربت البلاد بشكل مفاجئ وتجاوزت الأربعين درجة، فما سجلت الهند، معدلات قياسية في درجات الحرارة، تجاوزت خمسين درجة مئوية، وهو ما تسبب في عدد من الوفيات والمصابين بسبب الحر المميت”.
ويحذر الأطباء وخبراء المناخ من ضرورة أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الظروف، وعدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، أوضح مستشار التنبؤات الجوية في موقع طقس العرب، جمال الموسى، خلال تصريحات صحفية، أن “ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة بدأت منذ شهر نيسان/ أبريل، انه “تم تسجيل أعلى معدل لدرجات الحرارة لهذا الشهر على مستوى الكرة الأرضية منذ بدء قياس وتسجيل البيانات المناخية لنفس الفترة الزمنية”.
في عام 2023، سجل شهر تموز/ يوليو أعلى درجات حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية، ويعود ذلك إلى عاملين رئيسيين:
– العامل الأول هو ظاهرة إل نينو، التي تسهم بشكل كبير في ارتفاع درجات الحرارة في مناطق عدة. ورغم تراجع حدتها مع بداية الربع الثاني من العام (مارس، أبريل، مايو)، إلا أن آثارها الممتدة تستمر لفترة أطول. ويتوقع العلماء أن تكون تأثيرات هذه الظاهرة أشد في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
– العامل الثاني المساهم في ارتفاع درجات الحرارة هو ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتتسبب في تغييرات مناخية ملحوظة تشمل تطرف الأنماط الجوية مثل الموجات الحارة والجفاف والفيضانات.
ستترتب على هذه الظاهرة آثار سلبية كبيرة على عدة مجالات، منها الزراعة والصحة والبيئة. ومن المتوقع أن تؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات وإلحاق أضرار بالغة بقطاعي الزراعة والسياحة، بالإضافة إلى التأثير على الثروة السمكية والمناطق السياحية.
هذه التداعيات من شأنها أن تتسبب في عواقب اقتصادية وخيمة وتفاقم مشكلات النزوح السكاني.
يتسم مناخ منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي بارتفاع درجات الحرارة ويُعد المنخفض الهندي الموسمي العامل الجوي الرئيسي المؤثر في هذه المنطقة، حيث يجلب كتلا هوائية ساخنة من مناطق حارة تختلف عن تلك التي تكونت محلياً في الجزيرة العربية.
يتأثر المغرب الكبير كذلك بالكتل الهوائية القادمة من المناطق الصحراوية ذات خطوط العرض المنخفضة، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع درجات الحرارة.
من المتوقع أن يتسم فصل الصيف القادم بارتفاع كبير في درجات الحرارة، مما يجعل من الضرورة اتخاذ تدابير استباقية لتجنب أي أضرار محتملة.
ينبغي على المسؤولين وصناع القرار في الدول العربية المبادرة باتخاذ إجراءات فعالة للتكيف مع التغيرات المناخية.
إن ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المناخية أصبحت ظواهر ملحوظة على مستوى العالم كله، ولهذا فإن التحرك السريع مهم جدا لمواجهة هذه التحديات ومجابهة آثارها المحتملة بكفاءة وفعالية.