كشفت تجربة حديثة قام بها علماء من مجموعة أبحاث العمود الفقري بجامعة ماكواري الأسترالية، عن أربعة تمارين تعمل على تخفيف آلام أسفل الظهر.
وبحسب ما نشرته مجلة “ Lancet“، أنه “تم ادراج 701 بالغا باشروا بالتعافي من نوبة من آلام أسفل الظهر، وخصصوا لهم إما برنامجا بسيطا للمشي وست جلسات تعليمية للعلاج الطبيعي، أو بدون خطة إعادة تأهيل محددة”.
وأضافت انه “تمت متابعة المرضى لمدة تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات، اعتمادا على تاريخ التسجيل، وتم تسجيل الأيام حتى نوبة أخرى من آلام أسفل الظهر التي تحد من النشاط”.
وبينت ان “الباحثين اكتشفوا أن مجموعة المشي كانت لديها في المتوسط ما يقرب من ثمانية أشهر بين نوبات آلام أسفل الظهر المتكررة، في حين أن المجموعة الضابطة كانت تقاس بما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر”.
وقال أستاذ العلاج الطبيعي في جامعة ماكواري، مارك هانكوك، إنه “كان لدى مجموعة التدخل عدد أقل من حالات الألم الذي يحد من النشاط مقارنة بالمجموعة الضابطة، ومتوسط فترة أطول قبل تكرارها، بمتوسط 208 يومًا مقارنة بـ 112 يومًا”.
وأضاف أن “المشي هو تمرين بسيط ومنخفض التكلفة ويمكن الوصول إليه على نطاق واسع ويمكن لأي شخص تقريبًا أن يمارسه، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو العمر أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي”.
كذلك تم أخذ عمر المرضى ومؤشر كتلة الجسم ومستوى المشي الحالي في الاعتبار عند تعيين برنامج التجربة البحثية مع القيود الأخرى مثل الأمراض المصاحبة والحواجز البيئية التي تعوق النشاط والقيود الزمنية.
وقام المشاركون بتتبع حركتهم باستخدام عداد الخطى ومذكرات المشي خلال الأسابيع الـ 12 الأولى، وكان لديهم خيار الاستمرار في القيام بذلك خلال الـ 12 أسبوعًا التالية.
من خلال برنامجهم الفردي، مشي كل مشارك خمس مرات في الأسبوع، لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل يوم من تلك الأيام، لمدة ستة أشهر.
وخلال هذا الوقت، عقد المشاركون ست جلسات “تدريب صحي” مع متخصصين في آلام الظهر ساعدتهم على فهم العلم الكامن وراء البرنامج وبناء المرونة لمكافحة الخوف من الألم الذي غالبًا ما يثبط الأشخاص عن ممارسة النشاط البدني.
وقال هانكوك إنه مازال غير معروف بالضبط لماذا يعتبر المشي مفيدًا جدًا للوقاية من آلام الظهر، ولكن من المحتمل أنه يشمل مزيجًا من الحركات التذبذبية اللطيفة وتحميل وتقوية هياكل وعضلات العمود الفقري والاسترخاء وتخفيف التوتر.
يذكر أنه يمكن أن يكون لنتائج هذه الدراسة تأثير كبير على كيفية التعامل مع آلام أسفل الظهر.
ففي حين أن العلاج الحالي يوصي بممارسة الرياضة والتعليم، فإن العوائق مثل التكلفة والتعقيد والحاجة إلى الإشراف يمكن أن تمنع العديد من الأشخاص من تلقي المساعدة الكافية.
وشددت الدراسة على أنها أخبار إيجابية لما يقدر بنحو 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من آلام أسفل الظهر، حيث يعاني 7 من كل 10 من نوبات متكررة من الألم المرتفع والموهن، خصوصا وأن المشرفين عليها أكدوا أن ممارسة المشي بانتظام لمدة 30 دقيقة 5 مرات أسبوعيا أدى إلى تحسين نوعية حياة المرضى المشاركين وقلل من حاجتهم إلى الحصول على دعم الرعاية الصحية بنسبة 50% تقريبا.