بعد أسبوع على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المفاجئ حل الجمعية الوطنية، تبدأ فرنسا رسميا ،اليوم الاثنين، حملتها للانتخابات التشريعية المبكرة استنادا إلى اللوائح النهائية للمرشحين التي توصلت إليها الأحزاب وتحالفات تم تشكيلها على عجل.
وفيما يتخوف العديد من المراقبين من صعود أقصى اليمين، فجر نجم المنتخب الفرنسي لكرة القدم وقائده كيليان مبابي قنبلة من العيار الثقيل.
فقد أكد بوضوح خلال مؤتمر صحفي مساء أمس الأحد، موقفه من الانتخابات المفصلية المقبلة في البلاد، قائلاً إنه “ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسام”.
إلا أن نجم الكرة الفرنسية الذي انتقل مؤخراً إلى ريال مدريد الإسباني بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان، لم يبد تأييده صراحة لطرف ضد آخر قبل الانتخابات التي ستجرى الجولة الأولى منها في 30 يونيو/ حزيران الحالي، على أن تقام الجولة الثانية في 7 يوليو/ تموز المقبل، لكن كلامه فهم من قبل البعض على أنه ضد “أحزاب أقصى اليمين”
وقال مبابي ابن الـ 25 عاماً، في مؤتمر صحافي عقده في دوسلدورف حيث تلعب فرنسا، اليوم الاثنين، مع النمسا مباراتها الافتتاحية في كأس أوروبا: أعتقد أنها لحظة حاسمة في تاريخ بلادنا، نحن في وضع غير مسبوق”
كما أضاف:” كأس أوروبا مهمة للغاية في مسيرتنا، لكننا مواطنون أولاً وقبل كل شيء ولا أعتقد أنه يمكننا الانفصال عن العالم من حولنا، واليوم، يمكننا جميعاً رؤية المتطرفين قريبين جداً من الفوز بالسلطة ولدينا الفرصة لاختيار مستقبل بلادنا”
ودعا جميع الشباب إلى الخروج والتصويت، “ليكونوا مدركين حقاً لأهمية الوضع، قائلا إن “البلاد تحتاج إلى التماهي مع قيم التنوع والتسامح.”
كذلك أعرب عن أمله بأن يتخذ الفرنسيون القرار الصحيح.
إلى ذلك، وجه بطل مونديال 2018 وهداف مونديال 2022، كلمة إلى شريحة الشباب التي تأخذه قدوة، مشدداً على أن صوتهم يحدث فرقاً، متمنياً ألا يظنوا العكس.
وقال: “أريد أن أكون فخوراً بارتداء قميص بلدي في 7 يوليو/ تموز، لا أريد أن أمثل دولة لا تتوافق مع قيمي وقيمنا”.
كما أضاف اللاعب المولود لأب كاميروني وأم من أصول جزائرية “يجب ألا نختبئ… البعض يقول إنه لا ينبغي الخلط بين كرة القدم والسياسة، لكن عندما تكون في مثل هذه الظروف، فإن الأمر مهم للغاية، وأكثر أهمية من مباراة الغد” في إشارة إلى مباراة اليوم بين فرنسا والنمسا.
وأتت تلك التصريحات فيما تعيش فرنسا فترة حرجة، وسط صعود لليمين، فيما تظاهر 250 ألف شخص على الأقل، السبت الماضي، ضد أحزاب أقصى اليمين التي باتت تبدو في موقع قوة مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة.
وكانت نقابات وجمعيات وأحزاب يسارية قد دعت إلى “مد شعبي” لدرء فوز جديد يتوقّع أن يحقّقه حزب التجمّع الوطني في جولتي الانتخابات التشريعية بعد تفوّقه الأحد الماضي في الاستحقاق البرلماني للاتحاد الأوروبي في تطوّر دفع رئيس البلاد إلى حل الجمعية الوطنية.