فيكتور آن، مصور كوري أوزبكي، يخصص حياته لتوثيق تاريخ الشتات الكوري في آسيا الوسطى المعروف باسم “كوريو سارام”. بدأ والدا آن حياتهما في إقليم بريمورسكي بأقصى شرق الاتحاد السوفياتي قبل أن يترحلهما السلطات السوفياتية إلى أوزبكستان في عام 1937 بسبب شكوك بالتجسس لصالح اليابان. في شقته في طشقند، يحتفظ أرشيفه بالصور التي توثق حياة الكوريين في آسيا الوسطى، ما يعكس ماضيًا مليئًا بالمعاناة والتكيف مع أوضاع جديدة.
تطورت هوية “كوريو سارام” تحت ضغوط الترحيل والاستيعاب الثقافي، حيث بدأت لغتهم ولهجتهم في الانحسار لصالح الروسية منذ منتصف القرن العشرين. مع ذلك، استمرت بعض التقاليد الكورية مثل إعداد الأطعمة التقليدية وتكريم الكبار. في الوقت الحالي، تؤثر “الموجة الكورية” القادمة من كوريا الجنوبية على هوية الجيل الجديد، حيث ينجذب الشباب لتعلم اللغة الكورية والثقافة المعاصرة، فيما يتزايد الهجرة إلى كوريا الجنوبية بحثًا عن فرص عمل ودراسة.
ورغم النجاح الاقتصادي والثقافي الذي حققه “كوريو سارام” في آسيا الوسطى، فإن هويتهم تواجه تحديات. الشباب الذين يهاجرون إلى كوريا الجنوبية يواجهون صعوبات في التكيف مع المجتمع الجديد، الذي قد ينظر إليهم كغرباء. ومع ذلك، فإن قصة “كوريو سارام” تجسد مرونة استثنائية، إذ تمكنوا من بناء هوية مميزة تجمع بين ثقافتهم الأصلية وتأثيرات البيئات الجديدة التي عاشوا فيها، حتى مع تلاشي بعض التقاليد مع مرور الزمن.