منذ أن جلبت مهمة عودة Hayabusa2 عينات من كويكب ريوغو إلى الأرض في عام 2020، يعمل فريق من الخبراء من جميع أنحاء العالم على فحصها لمعرفة المزيد عن أصول نظامنا الشمسي.

 

والنيازك الكربونية، مثل نيزك “وينككومب” (Winchcombe)، الذي سقط على الأرض في غلوسترشير في عام 2021، هي مجموعة نادرة للغاية من النيازك، التي عُرفت باحتوائها على مواد عضوية وأحماض أمينية وهي من مكونات الحياة، ومن أكثر المواد بدائية ونقاء في النظام الشمسي ويمكن أن توفر معلومات فريدة عن مكان تشكل الماء ولبنات بناء الحياة، وما هي الكواكب التي تتكون منها.

 

وفي الدراسة الحديثة، التي نُشرت في 20 أكتوبر في مجلة Science Advances، خلص الفريق إلى أن ريوغو الذي أصبح الآن جسما قريبا من الأرض، كان من بين مجموعة الكويكبات المعروفة باسم Cb-type، والتي تشكلت على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض، باتجاه حافة تأثير الشمس، في منطقة من الفضاء مثل حزام كايبر، أو ربما أعمق في الفضاء.

 

وتقول البروفيسورة سارة راسل، كبيرة الباحثين في متحف غلوسترشير، والتي شاركت في الدراسة: “لقد بدأنا خلال العقد الماضي فقط في تقدير المدى الذي يمكن الأجسام في النظام الشمسي من أن تتحرك باتجاه الشمس وبعيدا عنها”.

 

وأضافت: “في حين أن هناك قبولا عاما بأن المواد الآتية من النظام الشمسي الخارجي يمكن أن تكون تحركت إلى الداخل بواسطة الكواكب العملاقة، فهذه إحدى الدراسات الأولى التي تشير إلى أن حزام الكويكبات يحتوي على مواد نشأت في أماكن بعيدة مثل نبتون. وهذا يمنحنا مجموعة إضافية من التفاصيل لتطوير معارفنا عن كيفية تشكل النظام الشمسي”.

 

وقد شرعت المجموعة في التحقيق في ما إذا كانت الكويكبات من نوع Cb، مثل ريوغو، يمكن أن تكون “الجسم الأم” لمجموعة نادرة من النيازك المعروفة باسم “الكوندريت CI” (CI chondrites وهي مجموعة من الكوندريت الكربوني النادر، وهو نوع من النيازك الصخرية)، والتي يتنتمي إليها نيزك “إيفونا” (Ivuna)، الذي سقط في تنزانيا في ديسمبر 1938، وتم تقسيمه لاحقا إلى عدة عينات، إحداها موجودة في متحف التاريخ الطبيعي (NHM) في لندن.

 

ويشار إلى أن “الكوندريت” هذه هي النيازك الحجرية المحتوية على الكربون والتي تحتفظ بالكيمياء البدائية الأصلية لتشكيل النظام الشمسي منذ أكثر من أربعة مليارات سنة. ومن المعروف أنها تحتوي على الماء – وهو أحد المكونات الرئيسية للحياة.

 

والنيازك هي المفتاح لمساعدتنا على فهم النظام الشمسي، ولكن قيمتها العلمية محدودة إذا كان موقع تكوينها غير معروف.

 

ومن خلال تحديد مصدرها، يمكن أن تكشف المزيد من الإجابات حول التاريخ المبكر للنظام الشمسي وتلقي مزيدا من الضوء على كيفية نشوء الحياة على الأرض.

 

وتشير النتائج إلى أن كلا من ريوغو وإيفونا، ينبعان من نفس المنطقة من الفضاء، ولا يمكن استبعاد أن يمكنهما مشاركة “جسم الأم” مادته نفسها.

 

وتتابع البروفيسورة راسل: “بمقارنة أشكال الحديد في كل من الكويكبات والنيازك، علمنا أن ريوغو تطابق بشكل ملحوظ مع نيازك الكوندريت CI. وهذه أندر أنواع النيازك الكربونية”.